في خضم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تتكبدها السلطة السعودية، يبقى المواطن الخاسر الأكبر، نتيجة الانتقام الممارس أكان أمنياً أم حقوقيا أم اقتصاديا واجتماعيا، ولعل الحرمان والعمليات الانتقامية تتبلور بصورتها السوداء على يد ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يعمل على تنفيذ مشاريع من وحي الخيال ويسعى للفت أنظار العالم، غير أنه يستهدف جيوب المواطنين وحياتهم، إذ مع كل خسارة تتحقق، يتجه ولي العهد نحو جيوب المواطنين لملئ خزينة الدولة وسد العجز، ويعمل على مضاعفة الفواتير، والضرائب المتراكمة من دون أن يحقق أي من انجازاته المزعومة على أرض الواقع.
عبر جدارية “تويتر” ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، تتصدر وسوم عدة الواجهة، للكشف عن واقع الحال المتردي في البلاد، من “عاطلون في بلد النفط، وتجمع العاطلين السعوديين”، إلى “الراتب ما يكفي الحاجة، وأهلكتنا الضرائب”، وغيرها، عدة وسوم يغرد تحتها المواطنون للتعبير عن أوجاعهم في البلد العائم على الذهب الأسواد إلا أنه بفعل السياسات الاقتصادية، تبدو الأوضاع في غاية التردي، إّ تتجه السلطة لنهب جيوب المواطنين بدلا من تسهيل أوضاعهم وحياتهم.
عضو الهيئة القيادية في حركة “خلاص” الدكتور حمزة الحسن، وتحت وسم “أهلكتنا الضرائب”، اعتبر أن تعالي آلام المواطنين وتحرك أوجاعهم من شأنها أن تدفع ابن سلمان للتراجع، مستدركا بالقول أن الصمت وعدم إثارة الغضب الشعبي يمنح النظام قوة أكبر في التمادي بنهب المواطن.
وأثنى على المشاركة في هذا الوسم الذي من شأنه أن يحرك الشعب من أجل استرداد حقوقه.
#اهلكتنا_الضرايب
اذا لم تحرك ضرائب البغل المواطنين، ولا تستفزهم، ولا تثير غضبهم وحنقهم.. فالشعب المسعود المفلس الحزين يثبت أنه (ميت).
المشاركة الكبيرة في هذا الهاش تبعث الأمل، وتضع البغل في الزاوية.
إن تعالى ألم المواطن، فمن المحتم أن يتراجع البغل اللص الذي استسهل النهب جدا!— حمزة الحسن (@hamzaalhassan) February 20, 2021
وتساءلت الناشطة الحقوقية الدكتورة حصة الماضي: “من يصدق أن أكبر دولة نفطية يشتكي فيها الشعب ويقول أهلكتنا الضرائب؟”.
من يصدق أن أكبر دولة نفطية يشتكي فيها الشعب ويقول #اهلكتنا_الضرايب
— د. حصة بنت محمد الماضي 🤐 (@drhussahmm) February 20, 2021
#اهلكتنا_الضرايب
محزن ان شعب اغنى دولة نفطيه يعاني من الضرايب.— Areej Al Sadhan أريج السدحان (@AreejASadhan) February 20, 2021
واستنكر مغردون الأنواع الكثيرة من الضرائب التي تفرض على المواطنين في بلد النفط، ووصفه أحجهم بأن النظام السعودي لايوجد نظير له حتى في القرون الوسطى، فهو يماثل بإدارته من قبل آل سعود، إدارة العصابات الفاسدة الفاشلة التي تحرق الثروات من أجل “ملذاتها وشهواتها وحرمت الشعب من الحياة الكريمة”.
الفساد يزيد ويزيد الهدر المالي فالدولة و الي يدفع الثمن الشعب.
غلاء وتدبيل اسعار الخدمات كهرب ماء جوال، غلاء اسعار السلع بشكل جنوني! وفوق هذا ضرايب!! ولا أحد يقدر يفتح فمه بكلمه.#اهلكتنا_الضرايب #محمد_بن_سلمان_في_كأس_السعودية
— الهدهُد (@SAISGOOD_) February 21, 2021
الحالة التي يثيرها النشطاء للتعبير عن غضبهم مما تحيكه السلطة من واقع اقتصادي سيء ومؤلم، من المحتم أنه يثير غضب النظام الذي يلاحق المواطنين بسبب تغريدة، وينتقم من الأصوات عبر أدواته البوليسية، وقد أكد أحد النشطاء أن أن “النظام الذي يخاف من وسم وتغريدة، لا شك أنه نظام هش وأدنى تحرك شعبي كفيل بإسقاط الملك وابنه”، ودعا نشطاء إلى التحرك بوجه هذا النظام وعدم السكوت والرضوخ أما سلمان وابنه اللذين يريدان للشعب أن يبقى جائع ومنزوع الكرامة والحرية ومستعبد لهم.
فرض ضرائب وغلاء معيشة ورفع أسعار البنزين وإرتفاع معدل البطالة وتجي تتفاخر بإقامة أغلى سباق خيول في العالم ممول من خزينة الدولة فإنت إنسان معتوه وسفيه.
هذا سوء إدارة وهدر مالي وإستفزاز، والشعب لا يستطيع مسائلة الحكومة لأنه مافي برلمان يمثله سياسيا !#اهلكتنا_الضرايب— isaac (@imrealisaac) February 20, 2021
ويتزامن تصدر هذه الوسوم المنصة الزرقاء، في وقت يبذخ ولي العهد أموال الشعب على السباقات وفعاليات الترفيه التي تعمل على نهب أموال المواطنين وتوزيعها على شكل جوائز عالمية لاستمالة الآراء الغربية، رغم الواقع الاقتصادي المأساوي في البلاد، حيث خصص ابن سلمان جوائز تقدر بأكثر من 30 مليون دولار، لكأس السعودية 2021 لسباق الخيل الدولي، وهو ما يبرز شاكلة تبديد أموال المواطنين، الذين يعانون ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتفاقم الآثار السلبية المتولدة من ارتفاع أسعار السلع، وفرض ضرائب على الخدمات الأساسية.
نحو 17.8 تريليون ريال أنفقتها حكومات المملكة في الـ50 سنة الأخيرة من 1970-2019..
أكثر من نصفها في السنوات العشر الأخيرة..
ما عدا الإنفاق خارج الموازنات الذي قد يصل لضعف هذه المبالغ..
فيما يتم إغراق الشعب بالأعباء والضرايب#اهلكتنا_الضرايب pic.twitter.com/MrTHp9HFN2— على وين؟ (@alawain2030) February 20, 2021